السؤال: فضيلة الشيخ! انطلاقاً من مبدأ حتمية التغيير: على نطاق واسع نجد الكثير ينادي: عليكم أنفسكم، فأنا معلمة في مدرسة تموج بالأخطاء والمخالفات الشرعية, وتضييع الأمانات, والدائرة تتسع والسفينة تكاد تغرق, فهل أسكت وأردد: عليكم أنفسكم؟ الجواب: علينا أنفسنا بمعنى: أن نقوم بواجب الدعوة إلى الله والاحتساب وإنكار المنكر، ولا نفهم من (عليكم أنفسكم) ألا تدعو, وهذه معروفة وأنكرها الصحابة ووضحوها من قبل. لكن أرجع إلى الأخت المعلمة فأقول لها: هل المجال فعلاً لا يمكن أن تعمل فيه؟ هذا سؤال وهي تجيب عليه, ويمكن أن تقول: لا. وممكن أن تعمل ولو على ضعف، الأهم من هذا: هل عملها الوحيد في التغيير هو المدرسة الموبوءة؟ أو الأسرة الموبوءة فرضاً! فبعض الأسر موبوءة, ونحن هنا لا نشعر بهذا, لكن في الدول الأخرى أو بعض المناطق تكون الأسرة كلها منحلة -الأجداد والجدات والعمات كلهم ما بين الشيش والدخان وترك الصلاة- إلا فتاة واحدة بينهم، ماذا نفعل، هل لا يوجد وسيلة؟ نقول: بلى, التواصل مع المجتمع ومع الأخوات الأخريات في مجالات أخرى يجب أن يستمر؛ لإصلاح هذه الأسرة أو المحافظة على رأس المال؛ وهو الإيمان، فلا يمكن أن نقول: ما دامت المعلمة في مدرسة لا تستطيع أن تعمل شيئاً إذاً لا أعمل شيئاً وعليكم أنفسكم، لا. نقول: يجب أن تفكر لماذا لا أستطيع أن أعمل؟ لماذا لا أستطيع أن أغير؟ وقد يكون التغيير من الخارج, قد تنقل هذه الصورة المزرية إلى من يستطيع علاجها بطريقته، ونحن في هذا المجتمع بالذات أحيينا سنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله. إذاً: هذه مدرسة اسمها كذا فيها مشكلات كذا وكذا فعلاً، ما دور إدارة التعليم؟ ما دور الوزارة؟ ما دور الهيئة؟ ما دور الدعوة في الحي؟ إلى آخره, من أجل أن ننقذ هذه المدرسة، فتكون إنقاذها بواسطة ما تكتبه وتوضحه الأخت أو تبلغ به من يهمه هذا الشأن، إذاً هناك مجالات إن شاء الله للتغير، دائماً هناك مجالات للتغيير.
أضف تعليقا
تنويه: يتم نشر التعليقات بعد مراجعتها من قبل إدارة الموقع